تميّزت الأمّة الإسلاميّة عن غيرها من الأمم بأنّها أمّة الوسطيّة والاعتدال بعيداً عن الانحراف أو التّطرف يميناً أو شمالاً، قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾..
وحينما ضلّت الأمم السّابقة عن المنهج الحقّ والطّريق المستقيم هدى الله هذه الأمّة لما فيه الحقّ بإذنه فكان منهاجها مثالاً في الاستقامة والاعتدال.
قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.
[سورة البقرة، الآية: 143]
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟»، فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ لَا تَنَامُ، تُصَلِّي. قَالَ: «عَلَيْكُمْ مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَوَ اللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.
[أخرجه الإمام مسلم]
سورة البقرة: مدنية، عدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، تبدأ بحروف مقطعة “ألم”، ذكر فيها لفظ الجلالة أكثر من مائة مرة، بها أطول آية في القرآن الكريم وهي آية “الدين”، سميت السورة الكريمة بسورة البقرة إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة التي ظهرت في زمن موسى عليه السلام، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر عل موسى لعله يعرف القاتل، فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها، فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل، وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت، سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق، وهي من السور التي تعني بجانب التشريع شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
عائشة: هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، إحدى زوجات النبي ﷺ، وإحدى أمهات المؤمنين، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، تزوجها الرسول ﷺ وهي صغيرة السن، روت كثيرا من الأحاديث وخاصة ما يتعلق بحياة الرسول ﷺ الشخصية، كانت من أفقه الصحابة وأعلمهم بالأحكام، توفيت سنة 58 هجرية ليلة السابع عشر من رمضان.
الوسطية والاعتدال: هو المنهج المعتدل الذي أراده الله تعالى لعباده المؤمنين في كل مناحي الحياة، بهدف تحقيق التوازن بين مطالب الروح والجسد.
في العقيدة: تتجلى في توحيد الله وإفراده بالعبودية، وتنزيهه عن الشرك.
في الشريعة: تتجلى في إباحة الطيبات وتحريم الخبائث، التوازن بين مطالب الروح والجسد والعمل للدنيا والآخرة.
في العبادات: تكليف العباد بما يطيقونه – الترويح عن النفس وتجديد نشاطها بما أحل الله.
في باقي مناحي الحياة: أمر الله تعالى عباده بأن يتحلوا بالاعتدال والوسطية في كل شيء سواء في الأكل أو الشرب أو الملبس أو العمل أو الإنفاق …، قال تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾.
طلب أخير من زوارنا الأعزاء مشاركة هذا الدرس مع باقي التلاميذ على الفيسبوك أو الواتساب أو مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد لجميع بالإضافة تجدون روابط صفحات موقع الدراسة الرسمية لمن يريد متابعتها على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الروابط أسفله ننتظر انضمامكم إلينا لأنه يشجعنا على تقديم ما يفيد الناشئة المغربية من طنجة إلى كويرة.
| تابعونا على ( تويتر ) | تابعونا علي ( فيس بوك ) | تابعونا علي ( لينكد ان ) | تابعونا على ( قناة تلغرام ) | تابعونا علي ( بنترست ) |